الخميس، 25 فبراير 2021

الديك المزعج (قصة طريفة مليئة بالعبر)

شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

 الديك المزعج (قصة طريفة مليئة بالعبر)

إستهل فضيلة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله إحدى مقالاته
في الحديث عن السعادة بقصة طريفة مليئة بالعبر

و هي قصة الفيلسوف الالماني (كانت)

الذي كان كثير الإنزعاج من صوت ديك جاره

و كان الديك يصيح و يقطع على هذا الفيلسوف أفكاره

فلما ضاق به بعث خادمه ليشتريه و يذبحه و يطعمه من لحمه

و دعا إلى ذلك صديقا له و قعدا ينتظران الغداء و يحدثه

عن هذا الديك و ما كان يلقى منه من إزعاج و ما وجد بعده من لذة و راحة

حتى أصبح يفكر في أمان و يشتغل في هدوء

فلم يقلقه صوته و لم يزعجه صياحه.

و دخل الخادم بالطعام و قال معتذرا:
إن الجار أبى أن يبيع ديكه فاشتريت غيره من السوق


فانتبه (كانت)
فإذا الديك لا يزال يصيح!!

و يعلق فضيلة الشيخ الطنطاوي على هذه القصة قائلا:
فكرت في هذا الفيلسوف
فرأيته قد شقي بهذا الديك لأنه كان يصيح
و سعد به و هو لا يزال يصيح

ما تبدل الواقع .. ما تبدل إلا نفسه
فنفسه هي التي أشقته و نفسه هي التي أسعدته

و قلت :ما دامت السعادة في أيدينا فلماذا نطلبها من غيرنا؟
و ما دامت قريبة منا فلماذا نبعدها عنا؟

إننا نريد أن نذبح الديك لنستريح من صوته
و لو ذبحناه لوجدنا في مكانه
مئة ديك لأن الأرض مليئة بالديكة.
- فلماذا لا نرفع الديكة من رؤوسنا إذا لم يمكن أن نرفعها من الأرض؟
- لماذا لا نسد آذاننا عنها إذا لم نقدر أن نسد أفواهها عنا؟
- لماذا لا نصرف حسنا عن كل مكروه؟

- لماذا لا نقوي نفوسنا حتى نتخذ منها سورا دون الآلام؟

كل يبكي ماضيه و يحن إليه فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصبح ماضيا؟!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

مرحبا بكم فى مجلة شمس

هل أنت مهتم ببلوجر؟ تابع مدونة مجلة شمس للمنوعات

متابعة
CLOSE ADS
CLOSE ADS